حب في عالم الأحلام"
السماء صافية، والجو جميل....
الرياح خفيفة ، ولكنها ملطفة لحرارة الشمس....
الأشجار تتمايل مع الرياح،كأنها رقصة في مسلسل أطفال قديم.....
تمايل الشجرة فوقي يحجب أشعة الشمس، ويبقي منها خيطا ذهبي يتسلل إلى عيني.....
العصافير تزقزق بكثرة ،تناغم أصواتها يشعرني بالصداع....
اشعر بالدوار....
ولكن ما هذا الصوت؟!
أنا اعرف هذا الصوت.....
نهضت ليندسي ونظرت إلى يسارها وقالت :" أمي؟!".
سيدة جونز:" حمدا لله على السلامة ، هل أنتِ بخير؟".
ليندسي باستغراب:"ماذا؟! سلامتي؟! ما الأمر أمي؟!!".
سيدة جونز:" ألا تذكرين ما حدث؟!".
وضعت ليندسي يدها على جبينها وأغمضت عيناها محاولة تذكر ما حدث.............
في صباح يوم مشرق وجميل، استرسلت الشمس أشعتها الذهبية إلى الأرض لتحيي بها كل ما تجده في طريقها متنقلة من منزل إلى آخر، ومن حقل إلى آخر، إلى أن وصلت إلى ذلك البستان الرائع، ذو الورود الملونة، والأشجار الطويلة الأغصان.
أمام ذلك البستان كان هنالك منزل جميل ذو تصميم فيكتوري فريد يأسر بجماله كل الناظرين إليه منذ اللحظة الأولى..
دخلت الشمس ذلك المنزل من أسفل غرفة فيه حتى أعلاها لتوقظ كل من تمر به في ذلك المنزل......
كان لذلك المنزل شرفة جميلة تطل على البستان ، بجانب الباب الخلفي للمنزل...
أعلى هذه الشرفة كانت هنالك غرفة جملية، واسعة وكبيرة، فيها سرير ابيض وفسيح...
هنالك فتاة تنام على هذا السرير ، جمالها ساحر أخاذ....
كانت غارقة في نومها العميق حين دقت والدتها الباب ودخلت، وجلست بجانبها على السرير وأمسكت يدها، ووضعت يدها الأخرى على شعرها وقالت:" لين ، استيقظي عزيزتي، فالساعة تعدت التاسعة صباحاً".
قالت ليندسي بتململ :" دعيني انــ...... ".
فتحت عيناها بسرعة ودهشة كبيرتين ثم نهضت من فراشها مسرعة وقالت:" ماذا قلتي للتو؟؟!".
سيدة جونز:" إنها التاسعة والربع".
نظرت ليندسي إلى الساعة وقالت :" إنها بالفعل التاسعة والربع".
ثم قالت بتعجل:" يجب أن اذهب بسرعة ".
ابتسمت الأم وقال:" متأخرة كعادتك".
ثم خرجت من الغرفة وأقفلت الباب......
قامت لين بتغسيل وجهها، وتمشيط شعرها، وارتدت ملابسها بسرعة، ثم توجهت إلى السلم وبدأت بالنزول مسرعة إلى أن سمعت ذلك الصوت....
هدأت ليندسي من نفسها ثم رتبت نفسها، ومررت أصابعها في شعرها واضعة خصلات منه إلى الأمام ثم وضعت يدها على حافة السلم وبدأت بالنزول عليه برقة، مداعبة خصلات شعرها الأشقر بيدها، موجهة نظرها إلى أسفل الدرج حتى تعكس نور الشمس في زرقة عيناها كما كانت تفعل دوماً.......
نظر الجميع إليها عندما قالت:" صباح الخير!".
ثم توجهت إلى المائدة أسفل الدرج ، وسحبت كرسيها وجلست عليه كأنها أميرة....
أخذت قطعة خبز ثم قالت بتملق:" أهلا بك إلى مائدتنا ، ديفيد".
نظر إليها بعدم اكتراث ثم قال :" مرحباً بك آنسة ليندسي ".
في تلك اللحظة قالت ليندسي في نفسها:" ما أجمل طريقة نطقك لأسمي".
في ذلك الحين توقف ديفيد وقال :" شكرا لكِ سيدة جونز على دعوتي اليوم للإفطار، يجب أن اذهب".
ثم توجه نحو الباب فقامت ليندسي مسرعة وتوجهت نحوه وقالت بلطف :" هل تمانع أن آتي معك فأنا ذاهبة إلى منزل مرسيليا" ثم ابتسمت وقال:" وأنت تعلم أنها في طريق منزلك".
فابتسم ديفيد بلطف وقال:" ولكن....".
قاطعته قائلة:" شكرا، هيا بنا".
ثم أمسكت بيده وأخرجته خارجا المنزل....
وتوجها نحو الغرب ومشيا.....
قالت ليندسي :" أريد منك ألا تناديني آنسة، فأنا صديقتك".
قال ديفيد:" ولكن....".
قاطعته قائلة:" هل أعجبك سواري؟ جميل أليس كذلك؟!".
ابتسم ديفيد وقال:" أجل، ولكن أريد أن......".
قاطعته قائلة:" شكرا لك كم أنت......"
صرخ ديفيد قائلا:" لحظة ، أرجوك".
صمتت ليندسي.....
فقال ديفيد مشيرا إلى الأمام:" أنظري ، أنا لست ذاهبا إلى منزلي!!".
نظرت ليندسي فوجدت منزل عم ديفيد....
فقال لها :"استأذنك الآن، يجب أن أذهب إلى عملي".
كانت ليندسي في غاية السعادة، ولكن تلك اللحظة قطعت عندما تذكرت موعدها مع مرسيليا.....
ركضت مسرعة نحو الشرق ، مارة بالحقول والمزارع،إلى أن وصلت إلى منزل مرسيليا....
كانت مرسيليا منتظرة لها بغضب شديد....
مرسيليا:" أين كنتِ أيتها الفتاة ؟ ما بكِ ؟!".
ليندسي:" لن تصدقي يا فتاة".
أمسكت لين مرسيليا من أكتافها وقالت:"لقد مشيت معه إلى منزل عمه حيث يعمل،لم يكف عن النظر إلي والتحدث طوال الطريق، حتى أنه أوشك على أن يقبلني، ولكن عمه قام بمناداته إلى العمل".
نظرت مرسيليا إليها بإحباط وقالت:" ديفيد؟!".
هزت لين رأسها مبتسمة...
قالت مرسيليا :" ألن تكفي يا فتاة عن حبه ، إنه حتى لا يفكر فيكِ".
ليندسي:" وما أدراك؟".
مرسيليا:" أنا أدرى الناس به".
أكلمتا حديثهما وهما في الطريق، حيث كانت مرسيليا تحاول إقناع ليندسي بنسيان ديفيد......
وعندما وصلتا إلى المكان الذي توجهتا إليه، نظرت ليندسي باستغراب ثم قالت:" ما هذا؟!".
مرسيليا:" مدرستنا".
ليندسي:" أعلم أنها مدرستنا، ولكن لماذا أتيت بنا إلى هنا؟".
نظرت مرسيليا إليها بنظرة خبث ثم قالت:" ستكون ليلة جميلة صحيح؟".
ليندسي بخوف:" لا، لا، لن أقوم بذلك".
أمسكت مرسيليا بيدها وسحبتها قائلة:"لا عليكِ، لن يحدث شي".
كانت ليندسي خائفة كثيرا ولا تريد الدخول، بينما مرسيليا تسحبها إلى الداخل بقوة.....
وبعد أن دخلتا من فتحة صغيرة في الجدار.....
كانت الفوضى تعم المكان والجميع يخرب في المدرسة، ورائحة الخمر منتشرة في المكان، وأصوات ضحكات الطلاب متعالية.....
من وسط تلك الزحمة كلها جاء صديق مرسيليا وقال:" هيا بنا يا فتاة لنخرب معمل الكيمياء".
أمسكت مرسيليا يده وقالت:"استمتعي بوقت لين".
ثم ركضت مع صديقتها بعيدا......
وقفت ليندسي في الوسط تنظر إلى المخربون، كانت منزعجة كثيرا حتى أن عيناها أدمعت....
بدأت لين تلفظ أنفاسها بعد أن دخلت إلى مكتب المعلم ماثيو وأقفلت الباب.....
وفجأة.....
يالله بنتظر ردووودكوم بفارغ الصبر